المدرسة الكلاسيكية
إن لفظ كلاسيكية هو كلمة إغريقية "يونانية قديمة" تعني: (الطراز الأول) أو الممتاز أو المثل النموذجي، حيث اعتمد الإغريق في فنهم الأصول الجمالية المثالية، فنرى في منحوتاتهم أشكالا للرجال أو النساء، فقد كانوا ينحتون أو يرسمون الإنسان في وضع مثالي ونسب مثالية، لقد ظهر الرجل في أعمالهم الفنية وكأنه عملاق أو بطل كمال أجسام، وظهرت النساء وكأنهن ملكات جمال، فالمفهوم الكلاسيكي كان عندهم هو الأفضل، بل المثال والجودة.
ونشأت المدرسة "الكلاسيكية" في الفن في العصر الحديث حيث عاصرت الثورة الفرنسية عام (1793م)، وتبنت تلك المدرسة التعبير عن شعار الثورة الأشهر: "العدل - الحرية - المساواة"، هكذا تقول عنها الكتب، لكن الأعمال الفنية الكلاسيكية نفسها تعكس مجموعة من القيم والمفاهيم، ربما لا تتوافق مع شعار الثورة الفرنسية الذي اتخذته المدرسة الكلاسيكية شعارًا لها.
فمن خصائص الأعمال الفنية في هذه المدرسة أن يسود العقل، وذلك على اعتبار أن غايتها القصوى تتمثل في تجسيد الجمال في جوهره الخالص المجرد، دون ترك أي بُعد للغيب أو الخيال في هذا التعبير الفني.
فمثلاً تتميز أعمال المدرسة الكلاسيكية بتحويل صور الطبيعة إلى قيم زخرفية وأشكال هندسية، فالجمال فيها هو جمال هندسي يخضع لأحكام العقل لا الخيال. فهو جمال هندسي يستخدم الخطوط الحادة والبناء المحكم.
انقسمت مرحلة الكلاسيكية الى ثلاث مراحل :
الأولى : كانت محاكاة للتماثيل الاغريقية والرومانية القديمة .
الثانية : عصر النهضة . من اشهر فنانيها . ليوناردو دافنشي ومايكل انجلو Michelangelo و رفائيل Raffaello...
الثالثة : الكلاسيكية الجديدة . من اشهر الفنانين المصور جاك لويس ديفد .
عصر النهضه :
مرحله ثقافيه او حركه بشريه اول ما ظهرت فى ايطاليا فى القرن الرابع عشر , وصلت لذروتها فى القرن الخامس عشر , انتشرت بعد ذلك فى اوروبا. فى هذه الفتره تحررت العقول و الفنون الجميله من القيود الدينيه اللى فرضتها مفاهيم فترة العصور الوسطى، و فيها اهتم الفنانين و المفكرين بالفنون و الافكار الاغريقيه و الرومانيه القديمه اللى كانت سائده قبل ما تبدأ مرحلة التقهقر و الانحطاط الثقافى اللتي عمت فى عصور الظلام و العصور الوسطى ، ليس من اجل تقليدها لكن لدراستها و مناقشتها بحريه كحافز للنهوض و التقدم. المواضيع الدينيه بقت بتترسم و بتتنحت بحريه مثل ما كان الحال فى عصور الحضاره الاغريقيه و الرومانيه، وبدأ التفكير الفنى و الادبى و العلمى يتخطى حدود الفكر الدينى الغيبى الضيق اللى كان مفروض عن طريق رجال الدين و ديولهم فى العصور الوسطى. عصر النهضه كان اساس و مفتاح اوروبا لدخول عصر التنوير و من بعده عصر العلم الحديث.
لما ابتدا عصر النهضه فى ايطاليا بقية اوروبا كانت فى مرحله ثقافيه انتقاليه. المجتمع الاوروبى وقتها كان يختلف عن المجتمع الايطالي فى انه لم يكن مجتمع مدنى و لاسياسى بالدرجه اللى كانت موجوده فى ايطاليا. القياده الفكريه فى اوروبا كانت وقتها متمركزه فى الجامعات اللى كانت تسيطر عليها الكنيسه سيطره كامله و لذلك كل المواضيع و المناقشات اللى كانت تعملها الجامعات وقتها كانت لها طبيعه لاهوتيه و دينيه.
تمثال " داڤيد" – مايكل انجلو.
فى عصر النهضه التفكير و الفن و الادب و النظره العلميه تغيروا. فى النحت مثلاً اعمال مايكل انجلو Michelangelo تختلف بدرجه كبيره من جهة الفكره و التنفيذ عن الاعمال اللى كانت تنحت فى القرن الثاني عشر والثالث عشر. و فى الرسم لوحات رفائيل Raffaello ليس لها مثيل في القرن الثالث عشر لا فى الاسلوب و لا فى المواضيع. فى الكتابات التاريخيه فرانسيسكو جيوشياردينى Francesco Guicciardini عالج التاريخ فى كتابه " تاريخ ايطاليا " على اسس موضوعيه بعيده عن التدخل الالاهى فى سير حركة التاريخ و تطور الاوضاع السياسيه و العسكريه على عكس مؤرخين الحوليات بالفتره اللى سبقت القرن الرابع عشر. فى النظريه السياسيه ميكيافيللى Michiavelli كتب دراسه تحليليه عن المجتمع و التدبيرات السياسيه عن طريق متابعه دقيقه و موضوعيه لحركة المجتمع الفعليه مثل ما هى، ليس مثل ما هو موجود في كتاب العصور الوسطى الذي يعلموا. فى البناء و الهندسه المعماريه كنيسة پازى Pazzi اللذي صممها برونيليشى Brunelleschi ليس لها مثيل فى العصور الوسطى من حيث الحجم و الاضاءه و التناسب و الوظيفه و غيرهم. النظره للعلم و الدراسات العلميه هماايضا تغيروا، فى الطب مثلاً اندرياس ڤيساليوس Andreas Vesalius و جيرولامو فراكاسترو Girolamo Fracastro استخدمو تكنيكات جديده فى الملاحظه و التشريح و اكدو ان دراسة جسم الانسان نفسه هى اللى توصل لفهم الامراض اللى تصيب الانسان و احسن الطرق لعلاجها لس السلطات الدينيه الطبيه القديمه.
فى المجالات العقليه هذه و غيرها حصلت تغييرات جذريه فى ايطاليا المحصوره جغرافياً و فى فتره قصيره نسبياً من نص القرن الرابع عشر و لغاية نصف القرن السادس عشر. فى كل مجال ظهر مبدعين و عباقره كبار، ليس على مستوى فترة مئتين سنه فقط لكن على مستوى التاريخ البشرى كله. بطبيعة الحال هذه ليست صدفه او بالحظ لكن لإن المجتمع اللى عاشوا فيه تطور و خرج من الحيز الدينى الغيبى و بقى يشجع المبدعين على التفكير و انجاز اعمالهم بحريه.
فى العصور الوسطى و عصر النهضه الاصح انه يشار لايطاليا كجمهوريات ليس كدوله واحده. ايطاليا بالشكل المعروف الان لم تكن موجوده وحتى نصف القرن التاسع عشر بعد ما توحدت الجمهوريات الايطاليه مع ممالك بيدمونت و سردينيا. المدن الايطالة الكبرى الكبيره فى العصور الوسطى كانو موانى، جنوه و فنيسيا و بيزا و امالفى. الموانى هذه كانت معتاشة على التجاره مع بيزنطه و شرق و جنوب البحر المتوسط.
لوحة لموناليزا للفنان ليوناردو دافنشي
لوحة العشاء الاخير لدافنشي
الكلاسيكية الحديثة : new classic
أهم فناني المدرسة الكلاسيكية الحديثة :
من أشهر فناني هذه المدرسة المصور "جاك لويس دافيد" وهو مأسس الكلاسيكية الحديثة، وقد عمل دافيد على إحياء تقاليد الفن الروماني فقد كان التكوين في لوحاته يعتمد على قواعد هندسية صارمة؛ فكان الخط وليس اللون موضع اهتمامه، وقد أنشأ دافيد "أكاديمية الفنون" التي كانت ممثلاً للذوق الرسمي للثورة الفرنسية وحاربت جميع الحركات الفنية الجديدة.
وكان الفنان الأسباني "فرانسيسكو جويا" معاصرًا لدافيد، وكان يتخذ من الفن وسيلة للتعبير عن أعمق مشاعره الذاتية، وبقدر ما كان دافيد يعتمد على الهندسة والحساب والقواعد الصارمة كان فن جويا يعتمد على إلهام اللحظة؛ وهو ما يعني أن جويا كان يتململ من الكلاسيكية ويخرج في بعض الأحيان عن إطارها المادي.
لوحة "موت مارات":
في هذه اللوحة للفنان "جاك لويس دافيد" نتتبع خصائص المدرسة الكلاسيكية:
اعتمد على الظلل والنور في إبراز الجسد والأشياء المحيطة به وكأن هناك ضوء مسلط من وراء الميت لإظهاره وشد الانتباه إليه والتركيز عليه، فساعد في إظهار هذا الضوء الخلفية القائمة ثم أخذ دافيد في تخفيف حدة القتامة في الجزء الأسفل من الميت واستخدم الضوء بشدة في الساعد ليجذب الانتباه بعد ذلك إلى الرسالة الموجودة في يده.
الخطوط الحادة: ترى الرسالة التي في يد الميت والموجودة على المنضدة تعطي إحساس أنها مصنوعة من ورق مقوى فهي جامدة وحتى القماش سواء الأبيض أو الأزرق الداكن يعطي إحساسًا بالجمود والصرامة والحدة وهذا يتنافى مع طبيعة القماش اللينة المرنة وطبيعة الورق فنرى صفات الحدة والصرامة والجمود طاغية على طبيعة الأشياء.
تجسيد الجمال: يتجلى هذا في جسد الميت فلقد اهتم الفنان بإظهاره بكل تفاصيله وحيويته وكأنه جسد لشخص حي مستند برأسه إلى الخلف مستسلمًا للأفكار.
واهتم بإظهار براعته ودقته في التصوير على حساب إعطاء الإحساس بالموت وإنما عبر عنه بالجرح الصغير في الصدر والسكينة الملقاة على الأرض والدم فلا نحس بالاسترخاء التام والسكون الذي يصحب الموت ولكن كل العضلات مشدودة ومنقبضة.
لوحة (قسم الاخوة هوراس) للفان لويس دافيد
لوحة (نابليون بونابرت) للفان دافيد
جهد رائع تشكرين عليه ..
ردحذفمعلومات قيمه ماشاء الله ..
يعطيك العافية
ردحذفشرح وافي ومنسق
رائع
ام نواف
مشكور على
ردحذفهذه المواضيع
ررررررررائع
مرحبا ست منيرة ممكن اعرف اسم اومصدر هذا منشورك لان عندي تقرير اقدمه عن مدرسه أكلاسية ومطلوب أذكر اسم مصدر
ردحذفmersi bocoooooooooooooooooo
ردحذفبارك الله فيك
ردحذفجميل جدا ممكن المصادر والمراجع لاني احتاجه ببحث
ردحذفجميل جدا ممكن المصادر والمراجع لاني احتاجه ببحث
ردحذفشكرااااااا شرح واضح شكرااااا
ردحذفششششششككككككككككككرررررررررراااااااا ببببببببزززززززززززااااااااااااففففففففففففففففففففففف
ردحذفسسسسسسسسسسسيييييييييييييييييييرررررررررررررووووووووووووووووووو تتتتتتتتتتتتتتتححححححححووووووووووووااااااااااااااااوووو
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف